فترة تناول مضادات الاكتئاب، هل ينبغي تناول مضادات الاكتئاب للأبد؟

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

يتم وصف مضادات الاكتئاب لما يزيد عن 60% من المرضى بعمر 12 سنة وما فوق، لمدة سنتين أو أكثر. وذلك وفقاً لمركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC). وفقاً لتلك الإحصائية تناول 14% منهم الدواء مدةً تزيد عن 10 سنوات. مما أثار أسئلة العديد منهم فيما إذا كانت هذه الأدوية توصف لهم بشكل مفرط. وتتم المبالغة في الاعتماد عليها كعلاج وحيد قائم بحد ذاته والمبالغة في استخدام مضادات الاكتئاب.

قالت الدكتورة إيملي دونالد (Emily Donald) أخصائية في الصحة العقلية ومستشارة في Aligned Counseling and Supervision: “في محاولة تطبيع الاكتئاب، أعتقد أن مجتمع الصحة النفسية ألحق الضرر بالعملاء. لقد عملنا على كل شيء متعلق بوظيفة الدماغ وركزنا بشدة على مضادات الاكتئاب بوصفها الإجراء الأولي في العلاج. على الرغم من أن الأدلة تشير إلى أن الاكتئاب أكثر تعقيداً من ذلك”.

لذلك ما هو الدور الذي تلعبه مضادات الاكتئاب في خطة علاجك؟ ما هي الخيارات الأخرى المتوفرة وكيف يتم مقارنتها مع مضادات الاكتئاب الموجودة؟ هل هناك حالات يتم استخدام مضادات الاكتئاب فيها على المدى الطويل كأفضل طريقة للعلاج؟. 

إليك الإجابة على بعض من هذه الأسئلة.

سبب استخدام مضادات الاكتئاب حتى الآن

صُممت معظم أدوية مضادات الاكتئاب الموافق عليها من إدارة الغذاء والدواء (FDA).وذلك إما لزيادة فعالية السيروتونين أو النورأدرينالين أو كلاهما، في الدماغ. لكن في دراسة موسعة نُشرت في صحيفة الطب النفسي الجزيئي (Molecular Psychiatry) في شهر يوليو/تموز عام 2022. كشفت الدراسات عدم وجود دليل ثابت داعم لفكرة أن سبب الاكتئاب هو انخفاض مستوى السيروتونين.

في حين تفسير بعض وكالات الأنباء هذا على أنه دليل على عدم فعالية مضادات الاكتئاب. إلا أن دراسة جديدة أكدت مؤخراً ما عرفه أخصائيي الصحة العقلية منذ عقود مضت.

“لا تشرح نظرية عدم التوازن الكيميائي بشكل دقيق مدى تعقيد الاكتئاب”.

لا يعني ذلك عدم فعالية مضادات الاكتئاب، على مدى عقود من البحث السريري لمضادات الاكتئاب الموافق عليها من قبل إدارة الغذاء والدواء المتوافرة الآن. بالإضافة إلى دراسات أخرى تبحث في كيفية عمل مضادات الاكتئاب وتخفيفها الأعراض.

في مراجعة ممنهجة نشرت في صحيفة The Lancet عام 2018، تم إجراء 552 فحص سريري تجريبي يتضمن ما يزيد عن 116,000 مشارك. ووجدوا أن كل مضادات الاكتئاب تؤثر أكثر من الدواء الوهمي لدى المرضى الذين يعانون من الاضطراب الاكتئابي الحاد (MDD).

من الجدير بالذكر أن المراجعات الأخرى وجدت تحيزاً كبيراً في النشر في دراسات مضادات الاكتئاب. حيث تظهر الاختبارات نتائج إيجابية مبالغ فيها وغالباً ما يتم تجاهل البيانات السلبية. لكن حتى عند تصحيح هذه الانحيازات لا تزال الدراسات تجد أن فوائد مضادات الاكتئاب غير مماثلة لما تشير إليه المنشورات التي تميل للانحياز. 

ينشأ جزء من الارتباك من الاستجابة المتأخرة لمضادات الاكتئاب القياسية التي تعمل بتغيّر مستويات الناقلات العصبية. بينما تبدأ التغييرات التي تحدثها في الدماغ في غضون ساعات من تناول الجرعة الاولى، غالباً لا يشعر المريض بأي تغيير حتى يمضي أسبوعين إلى أربعة أسابيع من العلاج المستمر.

شرح بعض الباحثين أن هذه الاستجابة المتأخرة بمثابة تأثير وهمي أو فقط تخدير عام للمشاعر. ولكن لا تفسر هذه النظريات اتساقق النتائج أو التغيرات المشبكية التي حدثت في دماغ المرضى ممن تناولوا مضادات الاكتئاب.

قد تعيد مضادات الاكتئاب برمجة الدماغ للتفكير بإيجابية أكثر 

يشير الباحثون في مقال نشر في صحيفة Lancet Psychiatry عام 2017، أن مضادات الاكتئاب لا تسبب الخدر في المشاعر أو تعمل كدواء وهمي لدى مرضى الاكتئاب بل تأتي الفوائد من تغيرات في دارة الدماغ. نظراً لمرونة الدماغ، أي تأقلمه باستمرار مع التغيرات البيئية والظروف المحيطة فإنه يطور روابط جديدة وقدرات استجابة وفق المتطلبات المتغيرة. لكن قد يعطل ذلك التوتر (الناجم عن منغصات الحياة السلبية أو نوبة اكتئابية) اتصالات ووظيفة المشابك العصبية.

كتب الباحثون في مقال لجريدة Lancet Psychiatry: “يرتبط الاكتئاب بالميل نحو تفسير الإشارات الاجتماعية بشكل أكثر سلبية وتفضيل المعلومات البغيضة والمزعجة وتذكر المعلومات السلبية المتعلقة بالذات أكثر من الإيجابية”.

سواءً كان التوتر المزمن بسبب أي اضطراب نفسي أو بسبب أحداث الحياة السلبية، يمكنه بشكل أساسي إعادة برمجة الدماغ ليصبح أكثر تنبيهاً للمعلومات السلبية أو المزعجة وتجاهل المعلومات الإيجابية وهذا النوع من التأقلم مخصص لحماية نفسك. أي يصبح الدماغ حذراً للتهديدات المحتملة لكنها قد تساهم في الشعور بالإحباط والعجز والاستياء العام المرتبط بالاكتئاب.

وجد الباحثون على نحوٍ مدهش أن: إدارة مضادات الاكتئاب تزيد من المعالجة النسبية للمعلومات العاطفية الإيجابية مقابل السلبية منها في وقت مبكر جداً من العلاج لدى كل من المرضى المصابين بالاكتئاب والمشاركين الذين يتمتعون بالصحة والعافية.

يشير ذلك إلى أن مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs) ومثبطات استرداد السيروتونين والنورإبينيفرين (SNRIs) قد تساعدان في تصحيح التكيفات الناجمة عن الإجهاد في الدماغ.

أيضاً ربما قد تفسر التغيرات في اتصال المشابك العصبية وأعدادها بشكل يصعب إدراكه وتطورها بشكل أبطأ، سبب استغراق مضادات الاكتئاب أسبوعين لإحداث تأثير ملحوظ لدى أغلب المرضى.

دور الكيتامين في نتائج العلاج بمضادات الاكتئاب القياسية 

“قد تفسر فرضية إعادة الاتصالات المشبكية جزئياً في الدماغ سبب عدم استجابة كافة المرضى بشكل متماثل لمضادات الاكتئاب القياسية. وأن مضادات الاكتئاب التقليدية تغيير فقط العملية الإيجابية للمعلومات الواردة”، حسب قول الباحثين.

لكن إذا لم يكن هناك معلومات إيجابية واردة قد لا تشعرك هذه القدرة الجديدة على إدراك المعلومات الإيجابية بفارق كبير؛ يمكن أن يُعزى ذلك إلى سنوات من الاكتئاب المزمن التي أدت إلى خسارة أصدقاء أو فقدان الرغبة في ممارسة الهوايات أو خسارة فرص العمل.

في مثل هذه الحالة تساعد بعض مضادات الاكتئاب الأحدث المشتقة من الكيتامين، رغم من أنها لا تبدو قادرة على إعادة اتصال مشابك الدماغ للمعالجة الإيجابية بشكل مماثل ل SSRIs أو SNRIs. لكن حسب قول الباحثين أن مضادات الاكتئاب المشتقة من الكيتامين قادرة على مساعدة الأفراد على التعامل مع الذكريات السلبية الموجودة وتقليل الاستجابة العاطفية السلبية التي تأتي من استرجاع تلك الذكريات. بعبارة أخرى: قد يصبح التوتر أقل ضرراً  أو الذكريات الصادمة أقل ألماً عند تذكرها.

تُظهر أبحاث أخرى أن الأدوية المشتقة من الكيتامين يمكنها بشكل واضح وفوري تقليل الفكر الانتحاري إلى جانب العديد من أعراض الاكتئاب الأخرى لدى بعض المرضى. ويؤدي العلاج بمساعدة الكيتامين أو الكيتامين المشتق إلى إحداث تأثير واضح لمضادات الاكتئاب خلال ساعتين. كما يستجيب 71% من المرضى خلال 24 ساعة بعد تناول جرعة واحدة.

تعد جميع التأثيرات التي تم الإقرار عنها قصيرة الأمد، ورغم أنها غالباً تزول في غضون أيام فهي لا تزال مهمة؛ مع توافر خيار الإغاثة السريعة قد تكون أداة مساعدة لبعض الأفراد من ناحية عدم اضطرارهم في استمرار تناول SSRIs أو SNRIs.

دور العلاج والتغييرات في أسلوب الحياة

يقترح معظم الأخصائيين أنه من الأفضل تناول مضادات الاكتئاب كجزء واحد فقط من خطة العلاج متعددة الجوانب والتي تتضمن العلاج النفسي وتغيير في أسلوب الحياة. حسب قول الدكتور دونالد: “مضادات الاكتئاب هي أداة فعالة جداً لمساعدة المرضى للشعور بالراحة الكافية والأمان الكافي لأداء أنشطة أخرى تمنح نتائج تدوم دون آثار جانبية كبيرة”.

يتفق مع هذا الرأي استشاري الطب النفسي في عيادة لندن للطب النفسي، الدكتور ستيفن إيفانتو (Stefan Ivantu) قائلاً: “يميل الناس للشعور بمزيد من الطاقة والتحفيز بعد البدء بتناول مضادات الاكتئاب التي تساعدهم في بناء عادات صحية متعلقة بالرياضة والنظام الغذائي والنوم”.

يبدي الأخصائيون موافقتهم على أنه مهما كانت آلية عمل مضادات الاكتئاب محددة فهي تستخدم بشكل مثالي لمساعدة المرضى على تطوير استراتيجيات طويلة المدى لعلاج الاكتئاب لديهم.

أوضح الدكتور إيفانو ذلك بقوله: “نعلم أن الحفاظ على الصحة الجسدية والاعتناء بالصحة النفسية وتقليل مستويات التوتر والحصول على دعم اجتماعي كلها عوامل من شأنها أن تقلل احتمالية عودة الاكتئاب بغض النظر عن نوعه”.

تدعم البيانات الموجودة هذه الادعاءات. إذ تَظهر باستمرار نتائج دراسات التحليل التلوي (Meta Analyses) أو ما يطلق عليه التحليل الشمولي أو التجميعي. في مقارنة فعالية مضادات الاكتئاب وحدها أو دمجها مع العلاج النفسي أو استخدام العلاج النفسي بمفرده، أن دمج العلاج قدم أفضل النتائج وأكثرها استدامة.

بعض حالات الاكتئاب التي تتطلب استمرار العلاج باستخدام مضادات الاكتئاب 

حتى مع تقدم الأبحاث المتعلقة بمضادات الاكتئاب والتوقعات المُبشرة من العلاج النفسي مع الحمية الغذائية والتمارين الرياضية. إلا أنه لا يزال بعض مرضى الاكتئاب الشديد بحاجة إلى مساعدة أكثر.

قال الدكتور هارولد هونغ:” قد يحتاج المصابون باكتئاب مزمن أو حاد الدواء على المدى الطويل بشكل أساسي، وفي هذه الحالات يتم تناول مضادات الاكتئاب غالباُ إلى أجل غير مسمى”.

وبشكل جزئي سبب ذلك هو أن الاكتئاب ليس مرضاً قابلاً للشفاء، ونظراً للعديد من الأسئلة التي لا زالت تُطرح حول أسبابه والتي تُحدد بشكل كبير من خلال أعراضه. فإن هدف العلاج ليس “الشفاء” من الاكتئاب بل تهدئة الأعراض. 

يقول د.هونغ: “قد يتعذر الشفاء لدى بعض الأفراد”، وفي قولٍ آخر يصرح أن: “في هذه الحالة يتم التركيز على إدارة الأعراض. حتى لو لم تختفي بالكامل، عادةً يمكن تقليلها بشكل كبير من خلال العلاج”.

علاقة الأمراض المصاحبة في تحديد حالات الاكتئاب

قد يصعب تحديد نمط العلاج من الاكتئاب وتأكيده، سواءً كان يعاني المريض من أعراض حادة أم لا. حتى إذا دعت الحاجة إلى العلاج مدى الحياة ليس بالضرورة أن يتضمن مضادات الاكتئاب. قال الدكتور Stefan Ivantu: “من المهم أيضاً عند علاج الاكتئاب تحديد فيما إذا كانت أعراضه غير مُشخصة لحالة صحية عقلية أخرى”.

أظهرت دراسات حديثة أن ما يقارب 30% من الناس الذين يعانون من اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه (ADHD) سوف يعانون من الاكتئاب خلال حياتهم. وبمجرد أن يتلقى هؤلاء الأشخاص تشخيصاً وعلاجاً لاضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه قد يؤدي بالمقابل إلى تحسين أعراض الاكتئاب لديهم بشكل كبير. 

في حال عدم الاستجابة لمضادات الاكتئاب على نحو جيد أو في حال الاستفادة من الدواء جيداً. ولكنك غير سعيد من فكرة تناوله طوال حياتك. تحدث مع طبيبك حول الحالات الأخرى التي قد تزيد من صعوبة التخلص من أعراض الاكتئاب العنيدة.

ليست فقط الأمراض المصاحبة للاكتئاب مثل ADHD أو الحالات العصبية والنفسية الأخرى تزيد من صعوبة العلاج. بل ارتبطت حالات صحية أخرى مؤثرة على صحتك الجسدية بالاكتئاب. كما ثبت أن علاج تلك الحالات يحسن أعراضه.

تتعدد العوامل المرتبطة بالاكتئاب

بسبب تعدد العوامل التي تلعب دوراً في الاكتئاب، قال الدكتور دونالد: «مضادات الاكتئاب بوصفها علاجاً مدى الحياة فهي إجابة مبسطة للغاية لقضية منهجية معقدة».

وجدت دراسة حديثة من المعهد الوطني لأبحاث الصحة والرعاية أن ما يصل إلى 40% من المرضى الذين يتناولون مضادات الاكتئاب على المدى الطويل (تسعة أشهر على الأقل.) تمكنوا من التوقف عن تناولها دون انتكاس أعراض الاكتئاب لديهم. بالطبع تمكن بعض الذين انتكست أعراضهم من إدارة الأعراض دون تناول الأدوية مرة أخرى.

بالطبع، هذا لا يعني أنه لا أحد يستفيد من استخدام مضادات الاكتئاب على المدى الطويل أو أن مضادات الاكتئاب غير ضرورية إطلاقاً. لكنها تشير إلى أن بعض الأشخاص الذين يتناولون الأدوية حالياً إلى أجل غير مسمى يمكنهم التوقف بأمان.

ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن الاكتئاب لا يميل إلى أن يكون عرضياً فحسب، بل متكرراً. لذلك إذا عانى شخص ما من نوبة اكتئابية، فهناك خطر كبير لتكرارها.

لا بأس من تناول مضادات الاكتئاب إلى الأبد، سوف تكون بخير

تشير بعض الدراسات الحديثة إلى أن استخدام مضادات الاكتئاب على المدى الطويل قد تصاحبه آثار جانبية لم تكن معروفة من قبل العلماء.  وأوضح الدكتور هونغ أن «هذه المخاطر تشمل زيادة خطر نزيف الجهاز الهضمي، خاصة لمستخدمي مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية».

ويضيف: «تشير بعض الدراسات أيضاً إلى أنه مقارنةً بمن لا يستخدمون SSRI فإن أولئك الذين يتناولون الدواء أكثر عرضة للوفاة من سرطان الثدي». 

تشمل الآثار الجانبية الأقل تهديداً للحياة بسبب الاستخدام طويل الأمد: التخدير العاطفي وزيادة الوزن والآثار الجانبية الجنسية.

حتى لو بدت هذه المخاطر مقلقة، لا تزال مضادات الاكتئاب آمنة عموماً. علاوة على ذلك، ففي حالات الضرورية التي تتطلب الاستخدام المستمر لمضادات الاكتئاب للحفاظ على أعراض الاكتئاب ضمن مستويات يمكن التحكم فيها. فإن الفوائد غالباً تفوق المخاطر المرتبطة بالاستخدام طويل الأمد.

بينما وجدت إحدى الدراسات أن مرضى سرطان الثدي الذين استخدموا مضادات الاكتئاب كانوا أكثر عرضة للوفاة من غيرهم. ولكن لم تجد أن مضادات الاكتئاب تجعل الناس أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي في الأصل.

بالإضافة إلى ذلك، حذر مؤلفو هذه الدراسة من التفسير المفرطة لذلك. كما توافرت العديد من العوامل مثل الاكتئاب نفسه الذي ربما أسهم في هذه النتيجة. علاوة على ذلك، فإن زيادة خطر نزيف الجهاز الهضمي المرتبط بمثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية ضئيلة. وقد تكون معقدة بسبب تزايد معدلات تعاطي الكحول التي يمكن رؤيتها لدى المرضى المصابين بالاكتئاب.

قالت الدكتورة دانييل زيتو (Danielle Zito)، ممرضة نفسية معتمدة من مجلس الإدارة ومستشارة الصحة العقلية في مختبرات Illuminate: “إن أكثر ما يقلقني بشأن الأدوية الموصوفة على المدى الطويل هو أعراض الانقطاع التي تزداد صعوبة كلما طالت مدة استخدام المريض لمضادات الاكتئاب”. 

يصاب حوالي 20% من المرضى بمتلازمة الانقطاع بعد التوقف المفاجئ عن تناول الأدوية. يمكن أن تشمل الأعراض الغثيان والأرق والصداع والاضطرابات الحسية وغيرها. أبلغ البعض أيضاً عن عودة أعراض الاكتئاب. لكن يعتقد الباحثون أن هذا قد يكون انتكاسة لأعراض الاكتئاب الأصلية بدلاً من الانسحاب الدوائي.

يوصى عموماً بتقليل مضادات الاكتئاب تدريجياً وبالنسبة لأولئك الذين يعانون من متلازمة الانقطاع، عادةّ تتناقص الأعراض في غضون أسبوعين تقريباً.

ماذا يعني كل ما سبق بالنسبة لمن يعانون الاكتئاب؟

هذه الرسائل المختلطة حول مدى أمان أو فعالية مضادات الاكتئاب طويلة الأمد مع الاعتماد المفرط على مضادات الاكتئاب كعلاج مستقل قد يترك الأشخاص المصابين بالاكتئاب يشعرون بمزيد من الهزيمة.

حسب قول د. إميلي دونالد: “الرسالة التي تنص على عدم قدرة عقلك على العمل بشكل صحيح بدون مضادات الاكتئاب [يمكن] أن تعيق تقدمك وشفائك”.

في الحقيقة هي أن SSRIs و SNRIs الحالية تنفع الكثير من الناس. لكنها من ناحية أخرى أيضاً لا تنفع العديد منهم. إذ تظهر الأدوية المشتقة من الكيتامين نتائج واعدة، ولكنها قد لا تقدم النتائج دائمة للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب المزمن. في حين أهمية الآثار الجانبية قصيرة وطويلة المدى، يجد الكثيرون أن تلك المفاضلة تستحق العناء من أجل القدرة على إدارة الاكتئاب بشكل أفضل.

خلاصة

لم يتمكن العلماء بعد من فهم كيفية تأثير مضادات الاكتئاب على الدماغ بالضبط. وكيف يمكنهم تسخير آلية العمل هذه بطريقة تجعلها أكثر فعالية بشكل موثوق به لمزيد من الناس.

في فترة الاكتئاب، إن أفضل ما يمكنك القيام به حينها هو العثور على خطة علاجية تناسبك. سيستغرق ذلك بعض التجربة والخطأ أثناء معرفة نوع الدواء (إن وجد) وإلى متى يجب تناوله. وما نوع العلاج النفسي الذي يُقدم فائدةً أكبر.

كن صبوراً ولطيفاً مع نفسك وأنت في هذه الفترة، وتذكر أن خطة العلاج الأنسب لك هي قرارك في النهاية. يمكن لأصدقائك وعائلتك ومقدمي الرعاية الصحية تقديم إرشادات ودعم ضروري ومهم لك. ولكن أنت الفيصل وصاحب القرار عندما يتعلق الأمر بصحتك النفسية.

اقرأ أيضاً: مضـادات الاكتئاب، ست نصائح يجب أن تعلمها إذا كنت ستغيرها

اقرأ أيضاً: هل يمكن لـ الاكتئاب أن يسبب تساقط الشعر؟ وما دور مضادات الاكتئاب في ذلك؟

اقرأ أيضاً: خمسة من أنواع مضـادات الاكتئاب، فعاليتها وآثارها الجانبية

المصدر: ?Do I Have to Take Antidepressants Forever

تدقيق: هبة محمد

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: