دليل دعم المجموعات والفرق بعد الكارثة

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

يشكل الإقرار بحدوث الكوارث أمراً بالغ الأهمية ويتساوى مع أهمية التقليل من التأثيرات والصدمات الإضافية على الناجين والمنقذين وغيرهم. فيما يلي دليل دعم المجموعات والفرق بعد الكارثة ومعلومات موسعة عن كيفية تقديم الدعم للناجين زملاء العمل أو المدرسة، الفرق وكل منا الآخر بعد أحداث العنف الجماعي، الكوارث الكبيرة، أو الآثار التي يتركها موت أحد الأصدقاء أو الزملاء أو أي شخص عزيز.

تساعد المعلومات التالية الذكر الناس في تقديم مساندة ودعم رسمي وجلسات رعاية ذاتية أو لقاءات غير علاجية.

أمور يجب الانتباه لها بعد حدث صادم أو خسارة مؤلمة

يمكن أن يتجلى تأثير الحدث بطرق مختلفة على مدى الأيام، الأسابيع أو حتى الأشهر القليلة التالية له ويختلف بين شخص وآخر.

كما لا يستجيب الجميع بنفس الطريقة للحدث أو الخسارة. فالبعض يبقى صامتاً ولا تظهر عليه أي استجابة أو رد فعل؛ وهذا طبيعي تماماً وعادي لذلك تختلف طرق تقديم الدعم بعد الكارثة.

ينسى الناس أحياناً رعاية أنفسهم خلال هذه العملية، لذا من المهم تشجيعهم على القيام بالأمور الأساسية كالنوم، الراحة، تناول الطعام، شرب كمية كافية من المياه، الاستحمام… إلخ.

قد تتناب الأفراد مجموعة من العواطف المتغيرة، على سبيل الذكر لا الحصر، الذهول، الحزن، الغضب، الذنب، الخزي، التردد والارتباك.

يمكن أن يتبع إدراك تأثير العنف الجماعي، الخسارة والكوارث الطبيعية والشفاء منه مسارات عدة (اعتماداً على تجارب الفرد، الخلفية الثقافية، المعتقدات الدينية وعوامل أخرى كثيرة).

ترغب المجموعات الإغاثية (مجموعات الدعم بعد الكارثة) بتعزيز عمليات الدعم والشفاء بشكل طبيعي والموجودة بالفعل (دون التدخل فيها) .

من المهم تشجيع الرعاية الذاتية مثل النوم الكافي، الطعام الصحي والتواصل مع نظم الدعم الموجودة مسبقاً.

يمكن أن تكون مهام الشفاء الطبيعية هذه منوطة بمجموعات تقدم الدعم بعد الكارثة مثل الهيئات الأكاديمية أو المنظمات الاجتماعية والتي ينتمي إليها الناجون إضافة إلى الأشخاص الموجودين مسبقاً.

ربما ترغب في أن تبقى على اطلاع بتبعات الكارثة، لكن حاول أن تقيّد مقدار الأخبار التي تتلقاها، إذ أن سماع وقراءة ومعرفة كل ما يتعلق بالكارثة بشكل مبالغ فيه قد يزيد التوتر والإجهاد. لا بأس في أخذ استراحة بحيث تنأى بنفسك قليلاً عن التفكير بالحدث.

دليل دعم المجموعات بعد الكارثة، المتابعة مع فريق أو مجموعة

في حين يرغب الجميع بأن يدعم مطالب الناجين بوجود مساحة لمناقشة تجاربهم وما مروا به، يجب أن نكون يقظين ومتنبّهين إلى أنهم يحتاجون إلى تجنب فرض برنامج “استجواب” عليهم أو على أية مجموعة منهم. يجب أن تعرف كيف تدعم الناجين من الكارثة بالطريقة الصحيحة.

من المهم تفادي حشد الناس في مجموعات (مثل مجموعات الدعم بعد الكارثة) للحديث عن مشاعرهم أو كيف أثر الحدث عليهم، إذ يخلق ذلك عواطف أكثر شدة داخلهم ما يؤخر تعافيهم.

ثني الناس عن سرد التفاصيل الدقيقة لما عانوه (الحديث عما حصل) والذي يمكن أن يزيد من أثر الحدث والصدمة على باقي أفراد المجموعة.

تذكير المجموعة أن أثر الحدث قد يختلف من شخص لآخر وإخبارهم باحتمال ظهور آثار للصدمة في المستقبل أو تأخرها.

التركيز على المعلومات الحقيقية، مهارات التأقلم والرعاية الذاتية. وتقليل الأحاديث والنقاشات بشأن التفاصيل المتعلقة بالجغرافيا والتجارب الشخصية التي يمكن أن تزيد القلق والخوف.

تعد الاستشارة الفردية طريقة أفضل لدعم استجابات أكثر عمقاً وتحمل معها عواطف أكبر على مثل هذه الأنواع من المواقف.

من الممكن أيضاً عقد لقاءات أو جلسات فردية (طوعية أو إجبارية) مع فرص المتابعة الفردية، أ, الإحالة إلى مصادر دعم ومساندة. كما يجب تعزيز جوانب القوة، المصادر وهيكليات الدعم الموجودة.

تجنب عقد جلسات استجوابية لمن يريد

من المهم الابتعاد قدر الإمكان عن الاستجواب واستخلاص المعلومات (الحوارات المفتوحة أمام الأشخاص لمشاركة آثار الصدمة أو الكارثة عليهم)، إذ يمكن أن يسبب ذلك المزيد من التبعات السلبية أكثر من كونها مساعدة.

يثير الاستجواب العواطف، ويمكن أن يزيد القلق والاكتئاب. نظرت بعض الأبحاث إلى الاستجواب على أنه يزيد الأمر سوءاً خاصة لدى الحاضرين مقارنة بأولئك غير الموجودين في الجلسة. 

تحدث الصدمة غير المباشرة أو الصدمة بالإنابة (vicarious trauma) عند المشاركين حين يستمعون لتجارب الآخرين في الكارثة.

دليل دعم المجموعات بعد الكارثة، نموذج تخطيطي لقيادة جلسة دعم

1. مقدمة الجلسة

  1. شرح هدف اللقاء الاختياري.
  2. الاعتراف بالحدث أو الكارثة.
  3. إرساء قواعد أساسية، والتي يمكن أن تتضمن الإصغاء والفهم، تجنب إطلاق الأحكام، الوعي لتجارب الآخرين والإحساس بها وتجنب المقاطعة.

2. الفهم المشترك

تقديم معلومات حقيقية وصادقة عما حصل (لا يكون هذا الجزء ذو طبيعة صورية أو بيانية بل شرحاً موجزاً).

3. التأثير

لا يتعلق الأمر بما حدث بل بالحاضر. يمكن أن يتشارك المشاركون كلمة أو كلمتين عن أثر الحدث أو الصدمة عليهم وليس أكثر من ذلك.

يحاول المنسّقون تهدئة الاستجابات وإضفاء طابع “الطبيعي والعادي” عليها وتثقيف الحاضرين حول آثار الحدث الصادم أو الكارثة وكيفية اختلافها من شخص لآخر من خلال ذكر أن الصدمة قد لا تؤثر على الجميع دائماً، وفي حال أثرت على فرد، يختلف التأثير من فرد لآخر. أو ذكر أن هناك أيضاً احتمال حصول تأثيرات في المستقبل لا تظهر في الوقت الحالي وأن هذا أمر طبيعي تماماً ولا يدعو إلى الخوف.

4. استراتيجيات التأقلم والرعاية الذاتية

يمكن أن يشارك الحاضرون استراتيجيات التأقلم التي يتبعونها. يطرح المنسقون بعدها نشاطات رعاية ذاتية لتجربتها وأفكاراً تتعلق بالعناية بالنفس.

ينسى الناس أحياناً الاهتمام بأنفسهم ورعايتها، لذا يجب التركيز على أهمية هذا الأمر والتذكير بأن لا ضير في أخذ قسط من الراحة.

5. استنهاض وحشد الدعم الاجتماعي

تحديد مصادر الدعم المستمرة سواء الرسمية (الاستشاريين والمنظمات) أو غير الرسمية
(الأصدقاء والعائلة).

6. ختام

  1. شكر المشاركين على الحضور.
  2. الاعتراف بصدق التجارب، آثار الحدث وقوة المشاركين.
  3. تقديم فرص الحصول على المتابعة الفردية.
  4. التزويد بمصادر الدعم المتاحة.

دليل دعم المجموعات بعد الكارثة، مساعدة الآخرين

يمكنك مساعدة الناجين من خلال تشجيعهم على الاهتمام بالحاجات الجسدية البسيطة مثل تناول الطعام المغذي، شرب كمية كافية من الماء، الحصول على قسط من النوم وممارسة التمارين الرياضية والأهم هو وجودهم بين أولئك المحبين الراغبين في مساعدتهم والمستعدين لها.

يمكن أن تكون المساعدة في الصمت والرغبة في قضاء الوقت معهم. كما يمكن الوصول إليهم بدلاً من توقع أنهم سيعرفون ما هم بحاجة إليه وانتظار أن يطلبوا هم المساعدة.

قد يحتاج البعض السماح له بأخذ المزيد من الوقت للراحة. وبالنسبة لآخرين، يمكن أن تكون الجلسات نوعاً مرحّباً به من الإلهاء ومكاناً للحصول على الدعم.

يجب عدم تشجيعهم مباشرة على تغيير جدول أعمالهم بل اتباع ما يريدونه، وليكونوا هم القادة.

كما يمكن مساعدة الناس في إيجاد عدد من مصادر الدعم. يلعب الأصدقاء المقرّبون، أفراد العائلة والزملاء أدوارَ مساندةٍ مختلفة.

يجب أيضاً إخبارهم بمصادر الدعم الرسمية الموثوقة وخدمات الدعم غير الرسمية.

دع مشاعرك وأثر الحدث عليك ينير طريق رعايتك لنفسك دون مقارنة قصتك بقصة الآخرين أو فرضها عليهم.

يحتاج البعض أخذ قسط من الراحة إلا أنه يشعر بالذنب إذا فعل ذلك، لذا من المفيد إخبارهم بأنه أمر طبيعي وتوفير الفرصة للقيام به مثل (المشي، مشاهدة فيلم، احتساء القهوة سوياً وغيرها).

تختلف طرق تقديم الدعم بعد الكارثة، لكن يجب أن تعلم كيف تدعم الناجين من الكارثة بالطرق المناسبة والصحيحة.

تذكر أن تأثير الصدمة عملية ذات مسار متحول، فقد يأتي على شكل موجات متفاوتة من الراحة وحسن الأداء تارة والانتكاس الذي يحرضه ما يذكر بالحدث تارة أخرى؛ وذلك على مدى فترات من الزمن.

اقـرأ أيضاً: الدعم النفسي بعد الكارثة وأهميته خلال رحلة التعافي من الصدمة

اقرأ أيضـاً: نمو ما بعد الصدمة، فوائده، وكيفية بلوغه

اقـرأ أيضاً: العلاج المستنير بالصدمة، تقنياته، فوائده وفعاليته

المصدر: Guidance for supporting groups and teams after a traumatic event

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: