اضطراب الشخصية الاجتنابية، التعريف، الأعراض، الأسباب والعلاج

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

 اضطراب الشخصية الاجتنابية (AVPD) هو نمط دائم من السلوك المرتبط بالتثبيط الاجتماعي والشعور بعدم الكفاءة والحساسية تجاه الرفض الذي يسبب مشاكل في مواقف العمل والعلاقات. يُعرف هذا الاضطراب أيضاً بـ اضطراب الشخصية المتجنبة، اضطراب الشخصية الاجتنابي أو الشخصية المتجنبة.

يتميز هذا الاضطراب بالخجل الشديد والحساسية للنقد من الآخرين، ويعرف باسم اضطراب الشخصية في المجموعة (ج) أو اضطراب الشخصية الذي ينطوي على اضطرابات شخصية قلقة وخائفة.

غالباً ما يرتبط اضطراب الشخصية الاجتنابية مع حالات الصحة العقلية الأخرى مثل اضطرابات القلق، وعلى وجه الخصوص، اضطراب القلق الاجتماعي حيث يُظهِرُ الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب نمطاً من التجنب بسبب الخوف من الرفض والذي يعانون منه على أنه مؤلم للغاية.

يؤثر الاضطراب على حوالي 2.5% من السكان، مع أعداد متساوية تقريباً من الرجال والنساء المصابين.

أعراض اضطراب الشخصية الاجتنابية

 وفيما يلي قائمة بالأعراض الشائعة المرتبطة باضطراب الشخصية الاجتنابية:

  1. الحاجة إلى أن يكون المرء محبوباً بشكلٍ تام. 
  2. فقدان الاستمتاع بالأنشطة (Anhedonia). 
  3. القلق من قول أو فعل الشيء الخاطئ.
  4. القلق في الحالات الاجتماعية.
  5. تجنب الصراع (أن يكون المرء “مُرضياً للناس”).
  6. تجنب التفاعل في بيئات العمل أو رفض الترقيات.
  7. تجنب العلاقات الحميمة أو تبادل المشاعر الحميمة.
  8. تجنب اتخاذ القرارات.
  9. تجنب المواقف بسبب الخوف من الرفض.
  10. تجنب الأوضاع الاجتماعية أو الأحداث.
  11. التأذي بسهولة بسبب الانتقاد أو الرفض.
  12. الوعي الذاتي الشديد.
  13. عدم الشروع في التواصل الاجتماعي.
  14. التصرف بخوف وتوتر.
  15. الشعور بعدم الكفاءة.
  16. فرط الحساسية إزاء التقييم السلبي.
  17. عدم اتخاذ موقف حازم.
  18. عدم الثقة بالآخرين.
  19. انخفاض تقدير الذات.
  20. إساءة تفسير الحالات المحايدة بأنها سلبية.
  21. لا يملكون أصدقاء مقربون/يفتقرون إلى شبكة اجتماعية.
  22. العزلة الذاتية.
  23. التثبيط الاجتماعي.
  24. عدم الرغبة في المخاطرة أو تجربة أشياء جديدة.
  25. اعتبار المرء نفسه غير كفؤ اجتماعياً أو منقوصاً.
  26. الحذر من أي علامات تدل على الرفض.

تشخيص اضطراب الشخصية الاجتنابية

لا يمكن تشخيص اضطراب الشخصية الاجتنابية إلا من قِبَلِ متخصصٍ في الصحة العقلية على أساس المعايير المحددة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5).

وفي حين أن طبيب العائلة قد يكون نقطة الاتصال الأولى للتشخيص، يجب على طبيبك أن يقوم بإحالتكَ إلى طبيبٍ نفسيّ أو غيره من الأخصائيين في مجال الصحة العقلية للتشخيص.

 عادةً ما يتم تشخيص اضطراب الشخصية الاجتنابية لدى البالغين، حيث أن شخصيات الأطفال لا تزال في مرحلة التطور وسلوكيات مثل الخجل قد تكون تجارب طبيعية في مرحلة الطفولة والتي يتم تجاوزها في وقت لاحق.

 وفقاً للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)، قد يكون للشخص نمط ثابت من تجنب الاتصال الاجتماعي وقد يكون حساساً بشكل مفرط للرفض والنقد والشعور بعدم الكفاءة، كما ظهور أربعة على الأقل من المعايير التالية:

  1. تجنب الأنشطة المهنية التي تنطوي على اتصال اجتماعي جدّيّ خوفاً من النقد أو الرفض أو عدم القبول.
  2. عدم الرغبة في الانخراط مع الآخرين ما لم يتيقن أنهم سيحبونك.
  3. الامتناع عن العلاقات الحميمة خوفاً من الاستهزاء أو الإذلال.
  4. الانشغال بالنقد أو الرفض في المواقف الاجتماعية.
  5.  الهروب من المواقف الاجتماعية الجديدة بسبب الشعور بعدم الكفاءة.
  6.  الشعور بعدم الكفاءة الاجتماعية وعدم الجاذبية أو بأن المرء أدنى شأناً من الآخرين.
  7. التردد في المخاطرة أو القيام بأمور جديدة خوفاً من الإحراج.

أسباب اضطراب الشخصية الاجتنابية

 يُعتقَد أن أسباب اضطراب الشخصية الاجتنابية تنطوي على عوامل وراثية وبيئية واجتماعية ونفسية.

قد يؤدي سوء المعاملة العاطفية أو النقد أو السخرية أو قلة المودة أو الرعاية المقدمة من قبل أحد الوالدين أو مقدم الرعاية في مرحلة الطفولة إلى تطور هذا الاضطراب في الشخصية إذا كانت هناك عوامل أخرى أيضاً، كما أن الرفض من قِبَل الأقران قد يكون عامل خطر.

 في كثير من الأحيان، يكون الأفراد الذين يعانون من هذا الاضطراب ومن التثبيط الاجتماعي خجولين جداً في مرحلة الطفولة ولا يتجاوزون هذا الخجل مع تقدمهم في السن.

 ويشترك اضطراب القلق الاجتماعي واضطراب الشخصية الاجتنابية في أعراض وراثية متشابهة، مع أن اضطراب الشخصية الاجتنابي هو الشكل الأكثر حدة من الحالة.

عوامل ذات صلة

 قد يحدث اضطراب الشخصية الاجتنابية ويتداخل مع مجموعة متنوعة من الحالات الأخرى المرتبطة بالتثبيط الاجتماعي، بما في ذلك:

  1. اضطراب القلـق الاجتماعي.
  2. اضـطراب الشخصية المعتمدة على الآخرين.
  3. اضطـراب الشخصية الحدّية.
  4. اضطـراب تعاطي المخدرات.
  5. الكآبة.
  6. رهاب الخلاء.

علاج اضطراب الشخصية الاجتنابية

 معظم الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الاجتنابية لا يسعون للعلاج. وعندما يفعلون ذلك فإنه غالباً ما يكون لمشكلة معينة يواجهونها في الحياة أو أنواع أخرى من الأعراض مثل الاكتئاب والقلق، وعادة ما يتوقف العلاج إذا تم حل تلك المشكلة.

قد يكون من الصعب علاج اضطراب الشخصية الاجتنابية مثله كمثلِ غيره من اضطرابات الشخصية الأخرى لأنها أنماط سلوكية دائمة، وقد يكون من الصعب على الشخص الذي يعيش مع هذا الاضطراب أن يدرك حاجته للمساعدة العلاجية النفسية التي قد تكون مفيدة.

 لسوء الحظ، فإن التوقعات بالنسبة للأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الاجتنابية الذين لا يبحثون عن العلاج كئيبة نوعاً ما وعادة ما يصبحون منعزلين ذاتياً ويستخدمون التجنّب وكأنه استراتيجية وحيدة للتأقلم.

 من ناحية أخرى، عندما يتم تطبيق العلاج بنجاح، فإنه قد يساعد على الحد من الأعراض وزيادة نطاق استراتيجيات المواجهة التي يمكن للشخص استخدامها للتحكم في قلقه.

الشخص الذي يعاني من اضطراب الشخصية الاجتنابية ربما يكون خجولاً إلى حد ما، ولكن لن يسيطر التجنب على أفكاره.

العلاج بالكلام

قد يتضمن العلاج بالكلام لاضطراب الشخصية الاجتنابية العلاج السلوكي المعرفي (CBT) والعلاج الديناميكي النفسي والعلاج المخطط، وقد يكون من المفيد أيضاً العلاج الجماعي والتدريب على المهارات الاجتماعية.

يساعد العلاج السلوكي المعرفي (CBT) في تعلم كيفية تغيير أنماط التفكير غير المفيدة، بينما يهدف العلاج الديناميكي النفسي إلى إدراك مدى مساهمة تجارب الماضي والألم والصراع في ظهور الأعراض الحالية.

العلاج المخطط (Schema therapy) لاضطراب الشخصية الاجتنابية هو نهج تكاملي يبني على العلاج السلوكيّ المعرفيّ وكذلك العديد من التقنيات العلاجية الأخرى.

ويركز على العلاقة العلاجية بين المعالج والمريض ويهدف إلى تحسين الأداء اليومي واكتساب البصيرة من أجل التغيير بناءً على فهم تجارب الحياة المبكرة وإعادة هندسة هذه التجارب.

 ومن السمات الرئيسية للعلاج المخطط “إعادة التربية المحدودة” إذ يعبر المريض عن احتياجات الطفولة ويتعلم تطوير واستيعاب أهمية صوت الوالدين الصحي.

المفاهيم الرئيسية في العلاج المخطط

 يتعلم المصاب أربعة مفاهيم رئيسية خلال العلاج المخطط:

 1- كيف أن المخططات سيئة التكيُّف هي أنماط متكررة في الحياة وتم جمع هذه الأنماط في خمسة مجالات: 

  • الانفصال والرفض
  • ضعف الاستقلالية والأداء
  • التقوقع
  • المسؤولية والمعايير المبالغ بهما 
  • اليقظة المفرطة والممانعة 

2- ما هي أساليب التأقلم تعلمناها في طفولتنا (مثل الهروب أو القتال/المواجهة).

3- ما هي أنماط المخطط المستخدمة للتعامل وكم هي غير مفيدة (على سبيل المثال: التجنب والانفصال والامتثال والعقاب). وكيفية تطوير أساليب صحية للبالغين للتأقلم وتلبية الاحتياجات العاطفية الأساسية.

الأدوية المخصصة للعلاج

 في حين أنه لا يوجد حالياً أدوية معتمدة خصيصاً لعلاج اضطراب الشخصية الاجتنابية، لكن إذا كان الشخص يعاني من اضطرابات أخرى ذات صلة مثل الاكتئاب أو القلق، يمكن وصف الأدوية للمساعدة في تخفيف أو انهاء تلك الأعراض.

على سبيل المثال، يمكن أن تكون الأدوية المضادة للاكتئاب مفيدة لتحسين المزاج و علاج حالة عدم التلذذ وفقدان الاستمتاع بأي نشاط، وخفض أعراض القلق ويمكن أيضاً أن تقلل من الحساسية الناجمة عن الرفض.

التأقلم

 واحدة من الخطوات الأولى في تحسين نوعية الحياة مع اضطراب الشخصية الاجتنابي هي التعرف على العلامات.

من خلال فهم أعراضك المحددة، ستتمكن من العمل بشكل أفضل مع معالجك لإيجاد طرق للتعامل معها.

 فكِّر أيضاً في إشراك الأصدقاء والعائلة في علاجك لكي يفهموا بشكلٍ أفضل ما تمرّ به وكيف يساعدوك.

العناية بالنفس ضرورية أيضآ، بما في ذلك إيجاد مهارات التكيّف الصحية التي تمنعك من اللجوء الى تعاطي المخدِّرات او الكحول أو التدخين أو الإفراط في الأكل أو إيذاء النفس عندما تكون مرهقاً.

خُلاصة القول

 إذا كنت تعتقد أن شخصاً تعرفه أو تحبه قد يكون مصاباً بأعراض اضطراب الشخصية الاجتنابية أو بأحد حالات التثبيط الاجتماعي، فمن المهم أن تشجعه على طلب المساعدة.

بدون العلاج المهني مثل العلاج الكلامي/العلاج بالحديث، من غير المرجح أن تتحسن الأعراض وتأثيراتها على العلاقات الاجتماعية.

اقرأ أيضاً: كيف تخالط الآخرين إذا كنت تعاني من اضطراب القلق الاجتماعي (SAD)

اقرأ أيضاً: اضطراب الشخصية الارتيابية، الأسباب، الأعراض والعلاج

اقـرأ أيضاً: اضطراب الشخصية شبه الفصامية، أعراضه، تشخيصه، أسبابه وعلاجه

المصدر: Avoidant Personality Disorder: Symptoms and Treatment

تدقيق: هبة ممد

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: