اضطراب تبدد الشخصية والاغتراب عن الواقع، الأعراض والعلاج

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

كثيراً ما يشعر البعض منا بأعراض غريبة أو بشعور غريب نوعاً ما، وهو شعور الانفصال عن النفس أو المحيط، ولكن إذا تكرر ظهور هذه المشاعر بشكل منتظم هنا يجب إعطاءها قليلاً من الانتباه لأنها بمثابة مؤشر يرجّح إصابتك باضطراب تبدد الشخصية والاغتراب عن الواقع (Depersonalization and Derealization Disorder).

وقد حدث وأن وجدنا أنفسنا جميعاً تائهين في أحلام اليقظة، أو نفكر في أفكار لطيفة متعلقة بحياتنا ومستقبلنا أو ربما حتى انغمسنا في كتاب معين أو انصب تركيزنا بشكل كبير على مشروع جميل من وقت لآخر.

وربما بين تارة وأخرى قد راودك شعور بالانفصال عن نفسك حتى وذلك خلال فترة مرهقة في حياتك وبعد تجربة الخروج من الجسد [أي انفصال الوعي عن الجسد المادي إذ يشعر الشخص وكأنه في مكانين معاً أو أن بإمكانه رؤية جسده من الأعلى وكأنه يحلق فوق].

ولكن كما نوهنا فإن تكرر هذة المشاعر بشكل عام يرجح الإصابة باضطراب تبدد الشخصية والاغتراب عن الواقع. إذ أن الشعور بالانفصال عن الواقع أو نفسك يعدان من الأعراض الرئيسية لهذه الحالة.

ما هو اضطراب تبدد الشخصية والاغتراب عن الواقع؟

وفقاً للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (Diagnostic and Statistical Manual of Mental Health DSM-5)، يتم تصنيف اضطراب تبدد الشخصية والاغتراب عن الواقع (الانفصال عن النفس والواقع) على أنه اضطراب تفارقي (dissociative disorder). وفي هذا النوع من الاضطرابات، يعاني الناس من إحدى الحالتين التاليتين أو كليهما:

  1. تبدد الشخصية (Depersonalization): وهو الشعور بالانفصال عن جسدك أو أفكارك أو مشاعرك.
  2. الاغتراب عن الواقع (Derealization): أي الشعور بالانفصال عن محيطك.

وعلى عكس الاضطرابات الذهانية الأخرى، فإن المصابين باضطراب تبدد الشخصية والاغتراب عن الواقع يعرفون تمام المعرفة أن تجربتهم ليست حقيقة. كما يدركون تماماً بأن هناك شيء خاطئ أو معطل، وهو السبب في شعورهم بالضيق.

تشير التقديرات إلى أن اضطراب تبدد الشخصية والاغتراب عن الواقع يؤثر على 1-2% من السكان.

أعراض تبدد الشخصية والاغتراب عن الواقع

وفقاً لـ DSM-5، يعاني بعض المصابين باضطراب تبدد الشخصية والاغتراب عن الواقع من نوبات منفصلة، بينما يعاني البعض الآخر من أعراض مستمرة أو قد يبدأ بعض الأفراد باختبار نوبات تتطور في النهاية لتصبح أعراضاً مستمرة.

وأيضاً وفقاً ل DSM-5 فإن المصابين بهذا الاضطراب قد يجدون صعوبة في وصف أعراضهم، يعتقدون أيضاً أنهم غريبون أو غير عاديين أو حتى يخشون أن يكون لديف تلف في الدماغ.

من المفهوم تماماً أن اختبار أعراض تبدد الشخصية والاغتراب عن الواقع يمكن أن تكون مقلق ومثير للأعصاب. وتشمل بعض الأعراض الشائعة على ما يلي.

أعراض تبدد الشخصية

  • تشعر وكأنك منفصل تماماً عن نفسك، حتى تصل بالاعتقاد إلى عدم امتلاكك لذاتك.
  • الشعور بالانفصال عن أجزاء من نفسك مثل أفكارك، كقولك (أفكاري لا تبدو وكأنها أفكاري) أو (رأسي محشو بالقطن).
  • تشعر وكأنك خارج جسمك، تشاهد نفسك في فيلم أو من أعلى.
  • وجود إحساس مشوه بالوقت أي يمضي الوقت إما سريع جداً أو بطيء جداً.
  • الشعور بالخدر العقلي أو العاطفي أو الجسدي.
  • الشعور وكأنك لا تتحكم في جسمك، بما في ذلك حركاتك أو حديثك.
  • الشعور وكأنك روبوت.

أعراض الاغتراب عن الواقع

  • الشعور بالانفصال عن الواقع.
  • رؤية الآخرين أو الأشياء على أنها ضبابية أو مفتعلة أو كاريكاتورية أو تشبه الحلم.
  • سماع الأصوات على أنها خافتة جداً أو مرتفعة جداً.
  • رؤية الأجسام على أنها مسطحة أو ثنائية الأبعاد.
  • رؤية الأشياء مشوهة في الحجم أو المسافة.
  • الشعور وكأنك محاصر في جرس زجاجي أو كما لو كان هناك ستار بينك وبين العالم.

علاج اضطراب تبدد الشخصية والاغتراب عن الواقع

في بعض الحالات، قد تختفي أعراض تبدد الشخصية من تلقاء نفسها ولكن بالنسبة للذين يعانون من أعراض مستمرة فهم عرضة لأن تتطور حالتهم لتصل إلى اضطراب تبدد الشخصية والاغتراب عن الواقع.

أما بما يخص العلاج فيمكن أن يشتمل على العلاج النفسي أو الدواء أو مزيج من كليهما.

العلاج النفسي

الأبحاث المتعلقة بعلاج اضطراب تبدد الشخصية والانفصال عن الواقع محدودة ومع ذلك تؤكد الأبحاث الحالية على أهمية العلاج النفسي.

وفقاً لدراسة قديمة أُجريت في هذا المجال، فإن تعزيز مهارات التأقلم مفيد في حال كان الأفراد يعانون من أعراض شديدة أو حادة، مثل الانفصال المتكرر أو القلق الشديد أو الاكتئاب.

أما عندما تكون الأعراض أكثر اعتدالاً أو مستقرة نسبياً، فقد يساعد العلاج مع مرور الوقت في حل سبب انفصال الأفراد عن الواقع أو أنفسهم. تشمل العلاجات المفيدة الأخرى:

يمكن أيضاً أن تتضمن تقنيات التأريض [وهي آليات أو استراتيجيات تستعمل لمساعدة الأشخاص على التحكم والتعامل مع الذكريات المؤلمة أو الصادمة أو حتى المشاعر القوية]، والتي يمكن أن تساعدك على إعادة الاتصال بالواقع وبنفسك في العلاج. كما يمكن أن تشمل هذه الاستراتيجيات الآنية والفورية ممارسة تمارين التنفس العميق أو حمل مكعب ثلج.

بشكل عام، يمكن استخدام مجموعة مختلفة من الأساليب وذلك اعتماداً على احتياجاتك وأعراض محددة وإذا كنت تعاني من حالة صحية عقلية أخرى.

العلاج الدوائي

لم تعتمد أو توافق إدارة الغذاء والدواء Food and Drug) Administrator) على أي دواء لعلاج اضطراب تفكيك الشخصية حتى الآن، إلا أن إحدى المراجعات التي أجريت عام 2019 والتي نظرت في أدوية الاضطرابات التفارقية، وجدت أن الباروكستين (Paxil) والنالوكسون (Narcan) قد يكونان فعالان في علاج تبدد الشخصية والاغتراب عن الواقع الذي يتزامن مع اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) واضطراب الشخصية الحدية (Borderline Personality Disorder).

ومع ذلك، لاحظ الباحثون أن هذه النتائج محدودة ومتواضعة ويجب تفسيرها بحذر وذلك بسبب البيانات القليلة وفي بعض الحالات، قد يصف الأطباء الأدوية لتقليل الأعراض المصاحبة للقلق أو الاكتئاب.

وفي حال اقترح طبيبك تناول الدواء، ففكر في طرح هذه الأسئلة في موعدك التالي:

  • ما هي الأعراض المحددة التي يجب أن يقلل منها هذا الدواء أو يخففها؟
  • متى أتوقع رؤية النتائج؟ أسابيع أو أشهر من الآن؟
  • ما هي الآثار الجانبية الشائعة والأقل شيوعاً؟
  • كيف يمكنني تقليل أو منع الآثار الجانبية المحتملة؟
  • متى موعد المراجعة التالية؟
  • كم هي المدة التي يجب أن أتناول فيها هذا الدواء؟
  • هل من المقبول التوقف بشكل مفاجئ، أم أنني سأحتاج إلى تناول جرعة مخفضة ببطء وتدريجياً لتجنب متلازمة الانسحاب (Withdrawal Syndrome) وهي مجموعة من الأعراض التي تظهر على الشخص عند التوقف أو التقليل من استخدام بعض الأدوية النفسية أو المواد المخدرة؟

متى تطلب المساعدة؟

إذا كانت أعراضك تضغط عليك أو تتداخل في مجال من مجالات حياتك مثل عملك أو علاقاتك، ييجب أن تفكر في التحدث مع أخصائي الصحة العقلية.

يجب التنويه هنا إلى أنه كثيراً ما يتزامن اضطراب تبدد الشخصية مع اضطرابات الاكتئاب والقلق؛ من المهم جداً أن تخبر طبيبك في حال معاناتك من أعراض كهذه.

وتذكر أنه ليس عليك الانتظار حتى تتفاقم الأعراض أو حتى تواجه أزمة لتفكر في التواصل مع شخص ما للحصول على المساعدة.

والعلاج إذا كان متاحاً لك سيكون مفيداً للغاية، إذ يمكن أن يساعدك على:

  • معالجة أعراض أو مواقف معينة تزعجك
  • تعلم كيفية التعامل مع التوتر
  • بناء أسلوب حياة أكثر صحة

الخلاصة

قد يجعلك اختبار أعراض تبدد الشخصية والاغتراب عن الواقع تشعر بالوحدة، حتى لو كنت مقتنع فكرياً أن الآخرين لديهم تجارب مماثلة.

وقد يكون التواصل مع الآخرين لمشاركة قصتك أو طرح أسئلة حول العلاجات المحتملة أو حتى تذكير نفسك أنك لست وحدك أموراً مفيدة جدّاً.

من المفهوم والمقبول تماماً أن التعامل مع أعراض تبدد الشخصية والاغتراب عن الواقع يمكن أن يثير بداخلك مجموعة من المشاعر كالخوف والإحباط وصولاً إلى الارتباك، لذا فكر في التعامل مع أخصائي الصحة العقلية وأيضاً في التواصل مع الآخرين إن أمكنك.

بحضرة العلاج والدعم يمكنك تقليل أعراض تبدد الشخصية والاغتراب عن الواقع والشعور بتحسن.

اقرأ أيضاً: اضطراب الشخصية الاجتنابية، التعريف، الأعراض، الأسباب والعلاج

اقرـأ أيضاً: اضطراب الشخصية الارتيابية، الأسباب، الأعراض والعلاج

اقرأ أيضاً: اضطراب الشخصية شبه الفصامية، أعراضه، تشخيصه، أسبابه وعلاجه

تدقيق: هبة محمد

تحرير: جعفر ملحم

المصدر: Symptoms of Depersonalization-Derealization Disorder

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: