خرف أجسام ليوي (LBD) هو نوع من أنواع الخرف الناتج عن ترسبات غير طبيعية لأجسام ليوي في الدماغ، يؤثر في النواقل الكيميائية ويؤدي إلى مشكلات في الوظيفة المعرفية. تشخيص علاج خرف أجسام ليوي.
سميت أجسام ليوي على اسم الدكتور فريدريش ليوي (Friedrich Lewy)، طبيب أعصاب ألماني اكتشف رواسب بروتينية غير طبيعية في أدمغة المصابين بداء باركنسون.
تتكون هذه الأجسام من بروتين يسمى ألفا سينوكلين، ولدى الأشخاص المصابين بداء ليوي، يتجمع هذا البروتين بشكل كتل على الخلايا العصبية في الدماغ، وهذه الكتل تعطل الأداء المنتظم للخلايا العصبية. في النهاية، تموت هذه الخلايا العصبية ويؤثر هذا التراكم على النواقل الكيميائية في الدماغ.
يؤدي تعطل أداء الخلايا والتأثير الضار على النواقل الكيميائية، إلى تلف أجزاء الدماغ التي تتحكم في معالجة المعلومات والحركة وتكوين الذاكرة والسلوك والعواطف.
تعد أجسام ليوي أحد الأسباب الرئيسية للخرف. وتشمل الأسباب الأخرى إصابات الرأس الشديدة، وأمراض الأوعية الدموية، ومرض باركنسون، وداء ألزهايمر.
يعاني أكثر من مليون شخص في الولايات المتحدة من خرف أجسام ليوي. كما تؤثر الحالة على قدرة العمل اليومي، وقد تؤثر على القدرة على التفكير والحركة والتحدث.
أعراض خرف أجسام ليوي
تختلف الأعراض من شخص لآخر. ويمكن تصنيف علامات الحالة عادةً إلى أربع فئات رئيسية كالتالي: الأعراض التي تؤثر على النوم، والإدراك، والحركة، والسلوك. تشخيص علاج خرف أجسام ليوي.
الأعراض التي تؤثر على النوم
- الأرق.
- متلازمة تململ الساق (Restless leg syndrome).
- النعاس خلال فترة النهار.
- اضطراب نوم حركة العين السريعة (REM) وهو اضطراب يحدث في أثناء النوم، يُحاكي فيه المصاب أحلاماً غير سارة بإصدار أصوات صاخبة أو القيام بحركات عنيفة باستخدام اليدين أو الساقين.
الأعراض التي تؤثر على الإدراك
من أبرز خصائص خرف أجسام ليوي أنه يؤثر على طريقة التفكير. وتشمل بعض الأعراض ما يلي:
- الهلوسة البصرية (أي رؤية أشياء غير موجودة).
- الهلوسة غير المرئية، المعروفة أيضاً بالهلوسة السمعية (أي سماع أشياء غير موجودة).
- الارتباك.
- تغييرات في التركيز.
- فقدان القدرة على التفكير.
- سوء اتخاذ القرارات.
الأعراض التي تؤثر على الحركة
يمكن أن تبدأ الأعراض التي تؤثر على الحركة في وقت مبكر خلال المراحل المتأخرة من الحالة، وذلك اعتماداً على شكل داء جسيمات ليوي لدى المصاب. وتشمل بعض أعراض الحركة الأكثر شيوعاً ما يلي:
- صعوبة في البلع.
- ارتعاش.
- نبرة صوت أضعف.
- فقدان التنسيق.
- تصلب العضلات.
- حركة بطيئة.
- انحناء في الوضعية.
- ضعف القدرة على تشكيل تعابير الوجه.
الأعراض التي تؤثر على السلوك
يؤثر خرف أجسام ليوي على السلوك والمزاج أيضاً، إذ يسبب:
- القلق.
- الاكتئاب.
- اللامبالاة.
- الأرق.
- جنون العظمة.
أسباب خرف أجسام ليوي
إن السبب الدقيق لخرف أجسام ليوي غير معروف حالياً. ويتم إجراء بحث مستمر لاكتشاف المزيد حول هذه الحالة.
الأمر الواضح هو أن رواسب أجسام ليوي المتشكلة على الدماغ هي المسؤولة عن تلف الخلايا العصبية والنواقل الكيميائية، مما يمنع الدماغ من العمل بشكل طبيعي. ولكن سبب حدوث هذا الترسب ما يزال غامضاً.
تؤثر أجسام ليوي على إنتاج الأستيل كولين (وهو ناقل كيميائي ضروري في تكوين الذاكرة والتعلم) وتؤثر أيضاً على إنتاج الدوبامين الذي يرتبط بالمزاج والنوم والحركة والإدراك والسلوك.
رغم أن السبب الدقيق لهذه الحالة غير معروف، إلا أنه توجد بعض عوامل الخطر التي تزيد احتمال الإصابة بها وهي:
- العمر: كبار السن هم أكثر عرضة للإصابة بداء ليوي. ومعظم الأشخاص المصابين بهذه الحالة تزيد أعمارهم عن 50 عاماً.
- نمط الحياة: تشير بعض الأبحاث إلى أن الحفاظ على نظام غذائي متوازن، وممارسة التمارين الرياضية والذهنية بانتظام يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالخرف.
- حالات طبية أخرى: إذا تم تشخيص الشخص بحالات مثل مرض باركنسون، فهذا يزيد من خطر الإصابة بمرض ليوي.
- الوراثة: خرف أجسام ليوي ليس مرضاً وراثياً. لكن إذا كان أحد أفراد الأسرة مصاباً بهذه الحالة، يزيد ذلك من خطر الإصابة بها.
تشخيص خرف أجسام ليوي
يجد الخبراء الطبيون أن تشخيص خرف أجسام ليوي قد يكون صعباً، وذلك لأن الأعراض المبكرة للحالة تشبه أعراض الاضطرابات العصبية الأخرى. كما أنه لا يوجد اختبار محدد يمكن استخدامه لتحديد هذا المرض، لذا وفي سبيل إجراء التشخيص المناسب، يجب عليك استشارة طبيب أعصاب أو طبيب نفسي.
تشمل الاختبارات التي تُستخدم للمساعدة في إجراء التشخيص المناسب ما يلي:
- تصوير الدماغ: وهو اختبار يستخدم لاكتشاف أي تغيرات أو تشوهات في الدماغ.
- اختبارات الدم: يتم ذلك لاستبعاد أي أسباب أخرى محتملة للأعراض التي تظهر على المصاب.
- التقييم النفسي: يتم إجراء هذا أيضاً لاستبعاد احتمال وجود حالات صحية نفسية أخرى قد تكون سبباً للأعراض.
أنواع خرف أجسام ليوي
خـرف أجسام ليـوي هو مصطلح شامل لحالتين: الـخرف المرتبط بداء باركنسون، والخـرف المرتبط بأجسام ليـوي.
الخرف المرتبط بداء باركنسون
أول ما يميز هذا النوع هو تراجع المهارات الحركية، إذ ستظهر على الأشخاص المصابين بهذا النوع من داء ليوي أعراض مثل الرعشة، وطريقة غريبة في المشي، وتيبس العضلات، وحركة أبطأ.
ومع تقدم الحالة، سيتفاقم كل من التدهور المعرفي والتغيرات في السلوك.
الخرف المرتبط بأجسام ليوي
مع هذا النوع من خـرف أجسام ليوي، سيعاني الشخص أولاً من أعراض التدهور المعرفي، وتشبه هذه الأعراض أعراض مرض ألزهايمر.
ومع تقدم الحالة، يعاني الشخص أيضاً من تراجع المهارات الحركية، تباطؤ في الحركة، وصعوبة في المشي.
علاج خرف أجسام ليوي
لا يوجد حالياً علاج للحالة. لكن يمكن علاج الأعراض لتحسين نوعية الحياة؛ وعادةً ما يتضمن العلاج مجموعة من الأدوية، إضافةً إلى العلاج النفسي والعلاج الطبيعي.
الدواء
يتم إعطاء الدواء لأعراض مختلفة عند علاج خرف أجسام ليوي، كما أنه عادةً ما يتم وصف الأدوية التالية لكل فئة من فئات الأعراض.
لأعراض الحركة: توصف أدوية مثل باركوبا وستاليفو، لمساعدة الأشخاص المصابين بداء ليوي على التحرك بشكل أسهل.
للأعراض المعرفية: اكسيلون أو المعروف باسم ريفاستيجمين، وهو دواء يستخدم خصوصاً لعلاج الأعراض المرتبطة بالإدراك، مثل الهلوسة والارتباك.
لأعراض النوم: كلونوبين والمعروف باسم كلونازيبام، وهو دواء يستخدم عادةً لعلاج النوبات المتكررة ونوبات الهلع ووُجد أيضاً أنه يعالج اضطراب نوم حركة العين السريعة.
للأعراض المزاجية والسلوكية: توصف مضادات الذهان والأدوية المضادة للقلق أحياناً عند وجود هذه الأعراض. وغالباً ما يصف الأطباء سيروكويل أو ما يعرف ب كويتيابين، للمساعدة في إدارة الحالة المزاجية المعقدة والأعراض السلوكية التي يسببها خرف أجسام ليوي. تشخيص
التعامل مع خرف أجسام ليوي
ينطوي التعامل مع خـرف أجسام ليـوي على ما هو أكثر بكثير من مجرد خطة علاج خاصة. كما يعتبر الحصول على الدعم الاجتماعي ومنزل آمن أمران محوريان للتعامل مع الحالة بفعالية أكبر. تشخيص علاج خرف أجسام ليوي
في المراحل المبكرة من هذه الحالة، تكون الأعراض عادةً معتدلة الشدة، ويمكن للفرد أداء أعماله إلى حد ما. لكن مع تقدم المرض، سيكون هناك انخفاض حاد في القدرات الإدراكية والحركية، وستكون الرعاية ضرورية.
من المهم أيضاً الاهتمام بالصحة الجسدية من خلال ممارسة الرياضة بانتظام وتناول وجبات مغذية. يمكن أن تتطور أعراض القلق والاكتئاب نتيجة لهذه الحالة، لذا من الأفضل التحدث إلى معالج لديه خبرة في العمل مع الأشخاص المصابين بالخرف.
من المتوقع حدوث تغييرات سلوكية أيضاً، وبالتالي الاحتفاظ بمذكرات لتتبع محفزات الحالة والأوقات التي يواجه فيها الفرد تغييرات في السلوك، سيكون أمراً مساعداً للغاية في فهم حالته بشكل أفضل.
العلاج بعد تشخيص الحالة
قد يؤدي تشخيص الإصابة بالخرف إلى الإحباط، وقد يشعر الشخص بالحزن أو الغضب أو الخوف أو الارتباك. لذا من المفيد التحدث مع معالج له تجربة سابقة مع المرضى المشخصين بحالات طبية مهددة للحياة. إذ يمكنه المساعدة في التصالح مع التشخيص ومعالجة أي مخاوف داخلية.
أسئلة شائعة
فيما يلي بعض الأسئلة الأكثر شيوعاً حول خرف أجسام ليوي والإجابة عنها.
هل خرف أجسام ليوي قاتل؟
خرف أجسام ليوي هو مرض تقدمي، ما يعني أنه يتفاقم بمرور الوقت، وقد يقصر من متوسط العمر المتوقع.
تظهر بعض الأبحاث أن فترة حياة الشخص بعد التشخيص تتراوح بين خمس إلى سبع سنوات في المتوسط. لكن هذا بالتأكيد لا ينطبق على جميع الحالات.
الخبر السار هو أنه يمكن العيش فترة أطول مع العلاج المناسب والرعاية والدعم المناسبين.
هل يختلف خرف أجسام ليوي عن مرض ألزهايمر؟
يوجد العديد من أوجه التشابه بين خـرف أجسـام ليـوي ومرض ألزهايمر، ولهما أعراض متشابهة، رغم ذلك توجد بعض الاختلافات الواضحة بينهما وهي:
قد يواجه الأشخاص المصابون بخـرف أجسام ليـوي صعوبات في الحركة خلال مرحلة مبكرة. بينما مع مرض الزهايمر، لا تحدث المشكلات الحركية إلا في مراحل لاحقة.
مـن المرجح أن يحدث فقدان الذاكرة في المراحل المبكرة من مرض ألزهايمر مقارنةً بخـرف أجسام ليـوي، إذ يحدث فقدان الذاكرة في المراحل المتأخرة.
من المـرجح أن يصاب الأشخاص المصابون بخـرف أجسام ليـوي باضطراب نوم حركة العين السريعة أكثر من الأشخاص المصابين بداء ألزهايمر.
من المرجح أن تحدث أعراض مثل الهلوسة والأوهام في المراحل المبكرة من خـرف أجسام ليـوي أكثر من مرض ألزهايمر.
اقرأ أيضـاً: الخرف الوعائي، تعريفه، أعراضه وأسبابه
اقرأ أيضاً: ما هو تأثير الخرف على طريقة الأكل والشرب؟
اقـرأ أيضاً: أنواع مضادات الذهان غير النمطية